تتميز العبادة فى الدين الاسلامى باليسر؛ وتتميز بالعمق ايضا؛ فالمسلم لايحتاج لكاهن
او قسيس يدعوا له
ويتوسط ؛ او يستغفر ويستشفع ؛ بل انه يتجه بقلبه وروحه وجوارحه الى ربه تعالى
مباشرة ؛ اليه يتجه حينما
يهم بالعبادة فينوها خالصة له؛ واليه يتجه حينما يباشر العبادة ويبدا العمل ؛ وحينما
يستفتح الدعاء؛ فهو يدعوه وحده
لاشريك له؛ وهو على يقين بانه هو وحده الذى يجيب دعاءه ؛ وهو يسمعه؛ بل يعلم
ماتكن نفسه وما تعلن؛ وهو
القائل سبحانه :(واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان
فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم
يرشدون ).
ومادام انه قريب يسمع ويجيب فلا حاجة الى احد من خلقه يكون واسطه اليه ؛ ومادام
ان الاسلام كامل ؛ كما قال
عزجل
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
(الايه سورة المائده
3).
فلا حاجة الى مشرع جديد ولاحاجة الى تشريع جديد ؛ ومن ثم فلا حاجة الى (( رجال
دين ) يتولون امر التشريع
وهو ليس من حقوقهم ؛ وقد قال الله عنهم ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31
: واتخاذهم اياهم فيما يحلون لهم او يحرمون عليهم ؛ وهذا ليس من حقهم ؛ بل هو لله
: واتخاذهم اياهم فيما يحلون لهم او يحرمون عليهم ؛ وهذا ليس من حقهم ؛ بل هو لله
وحده.؛ وهم لم يفعلوا
ذلك فحسب بل انهم جعلوا من انفسهم واسطة تكون بي الخلق وبين الله ؛ وجعلوا
العبادات مشروطة بمباركاتهم؛
ولذلك فهى لاتقام الا فى االكنائس ؛ .
اما العبادة فى الاسلام : فقد يسرها الله من حيث الاداء ؛فهى تؤدى بدون واسطة ؛
ومن حيث المكان فهى تقام
فى اى مكان ؛ اذ يقول عليه الصلاة والسلام :( تمسحت وصليت .........)الحديث احمد
بن حنبل (المسند).
والمسلم حينما يتصل بالله مباشرة عن طريق العبادة فانه بذلك يتاثر بها ؛ اذ انه تتاح له
الفرصه ان يتعمق فى الدعاء
والتضرع واليقين والتذلل؛ وهو بذلك يتولى تربيه روحه ونفسه ويصفى مشاعره؛
ويزكى اعماله ؛ كما ان فيه
القرب من الله ؛ والاتصال به ؛ ومناجاته ؛ وهذا يبعث فى النفس الثقة والاطمئنان ؛
ويكسب فى القلب الشعور
بالامن من المخاوف؛ ويبعد عنه القلق والاضطراب ؛ وهذا هو اعظم مصدر لبث الثقة
فى النفس ؛ لان من يدعوا
الله ويلتجىء اليه ؛ ويسلم امره الى الله انما يركن الى اعظم قوة ؛ ليس بعدها قوة ؛
تلك هى قوة الله الفعال لما يريد
الذى يجيب المضطر اذا دعاه؛ ويكشف السوء ؛ وهو الذى بيده خزائن السماوات
والارض ومقاليد السماوات
والارض ؛ وبيده النفع والضر ؛ وبيده الفضل كله والخير كله ؛وهو الذى خزائنه ملآى
ينفق منها بالليل والنهار
ولاتنقصها النفقة؛فأى ثقة وامان تنسكب فى نفس العبد حينما يركن الى قوة الله ؟؟
واى قوة وعزة ومعنويه عاليه
يثمرها ذلك فى نفس الانسان.
تعليق